top of page

"أوروبا في قبضة موجة حر تاريخية: حرائق وجفاف وارتفاع في أسعار الكهرباء مع تفاقم أزمة المناخ

  • صورة الكاتب: Next News
    Next News
  • قبل 6 أيام
  • 2 دقيقة قراءة

تشهد القارة الأوروبية خلال صيف 2025 موجة حر غير مسبوقة تُعتبر من الأقسى في العقود الأخيرة، مما يثير مخاوف كبيرة بشأن استمرار الظواهر المناخية المتطرفة. فمع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، تتفاقم الأزمات الصحية والبيئية، وتتزايد الضغوط على الحكومات التي تسعى جاهدة لتخفيف الآثار المترتبة على هذه الأزمة.


"أوروبا في قبضة موجة حر تاريخية: حرائق وجفاف وارتفاع في أسعار الكهرباء مع تفاقم أزمة المناخ



حرارة قياسية وحالة طوارئ


سجلت مناطق عدة في إيطاليا وإسبانيا، مثل صقلية والأندلس، درجات حرارة تجاوزت 45 درجة مئوية، مما أدى إلى اندلاع عشرات الحرائق المدمرة. وفي اليونان، أجبرت الحرارة التي تخطت 44 درجة مئوية السلطات في أثينا على إغلاق المعالم الأثرية مثل الأكروبوليس خلال ساعات النهار. حتى الدول الشمالية، التي اعتادت على طقس معتدل، لم تسلم من هذه الموجة، حيث سجلت ألمانيا وهولندا والدنمارك درجات حرارة تراوحت بين 32 و37 درجة مئوية، مما أثر سلبًا على البنية التحتية وشبكات الكهرباء.

رداً على ذلك، أعلنت البرتغال حالة الطوارئ ابتداءً من منتصف ليل الأحد وحتى مساء الخميس 7 أغسطس، تحسباً لاندلاع حرائق واسعة النطاق. وتوقعت وزيرة الإدارة الداخلية، ماريا لوسيا أمارال، أن تصل درجات الحرارة إلى ما بين 36 و44 درجة مئوية، مع انخفاض حاد في مستويات الرطوبة، مما يزيد من خطر الحرائق في المناطق الريفية والغابات.


تداعيات بيئية واقتصادية وصحية


تسببت درجات الحرارة المرتفعة في حرائق مدمرة في إسبانيا والبرتغال وكرواتيا، مما أدى إلى إجلاء آلاف السكان والتهم آلاف الهكتارات من الأراضي. كما أن موجات الجفاف تهدد القطاع الزراعي في فرنسا وإيطاليا وهنغاريا، حيث وصلت مستويات المياه في أنهار رئيسية مثل "الراين" و"البو" إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات. وفي رومانيا وبلغاريا، أدت قلة الأمطار إلى تضرر محاصيل الذرة وعباد الشمس.

صحياً، أفادت المراكز الوطنية للأرصاد أن الموجة الحارة أدت إلى زيادة كبيرة في حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس، خاصة بين كبار السن والعاملين في الهواء الطلق. في فرنسا وحدها، تم الإبلاغ عن أكثر من 8 آلاف حالة طارئة مرتبطة بالحر. اقتصادياً، ارتفعت أسعار الكهرباء بشكل ملحوظ بسبب الاستخدام المكثف لأجهزة التكييف، خاصة في النمسا وألمانيا، بينما يعاني قطاع السياحة من اضطرابات، مع ارتفاع الحجوزات نحو وجهات أكثر اعتدالًا مثل النرويج وأيرلندا.


تحذيرات مستقبلية وإجراءات غير كافية


يحذر علماء المناخ من أن هذه الموجات الحارة المتكررة لم تعد استثناءً، بل أصبحت القاعدة نتيجة للاحتباس الحراري. ووفقًا للوكالة الأوروبية للبيئة، ارتفعت حرارة أوروبا بمعدل ضعف المتوسط العالمي خلال الثلاثين عامًا الماضية، مما تسبب في ذوبان الجليد بجبال الألب وتراجع الغطاء النباتي.

رداً على الأزمة، رفعت المفوضية الأوروبية مستوى التأهب وقدمت مساعدات طارئة. وتطبق دول مثل إسبانيا وفرنسا خططًا محلية تتضمن قيودًا على استهلاك المياه وتوسيع محطات التبريد. ومع ذلك، ترى المنظمات البيئية أن هذه الإجراءات "عاجلة وليست جذرية"، داعية إلى تسريع التحول نحو الطاقات النظيفة وتقليل الانبعاثات الكربونية.

وتلخص خبيرة المناخ الفرنسية، كلير دومينيك، الوضع بقولها: "صيف 2025 ليس استثناءً، بل بداية نمط جديد من الطقس". وتؤكد أن "المطلوب الآن هو تحرك شامل لا مجرد استجابة موسمية".

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page