باستخدام التكنولوجيا والكائنات الحية: الصين تشن حربًا شاملة على فيروس "شيكونجونيا"
- Next News
- قبل 5 أيام
- 2 دقيقة قراءة
تشن الصين حربًا شاملة ومبتكرة على فيروس "شيكونجونيا"، مستخدمة في ذلك أحدث التقنيات وأساليب المكافحة البيولوجية. ففي مدينة فوشان الجنوبية، التي تشهد أكبر تفش للفيروس منذ عام 2008، لجأ المسؤولون إلى استخدام الطائرات المسيرة (الدرونز) و"بعوض الفيل" والأسماك لمكافحة هذا الوباء المؤلم الذي ينتقل عن طريق البعوض.

تفاصيل الحرب على البعوض
يُعد فيروس "شيكونجونيا" مرضًا فيروسيًا نادرًا ما يكون مميتًا ولكنه يسبب حمى وآلامًا شديدة في المفاصل. وفي فوشان، انتشر الفيروس بسرعة ليصيب حوالي 8 آلاف شخص في أربعة أسابيع فقط. ويعزو الخبراء هذا التفشي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية، مما أوجد بيئة دافئة ورطبة مثالية لتكاثر البعوض.
في مواجهة هذا الانتشار، اتبع المسؤولون الصينيون استراتيجية متعددة الأوجه:
الطائرات المسيرة: تُستخدم لتحديد أماكن تكاثر البعوض بدقة، مما يسمح باستهداف هذه المناطق بشكل فعال.
بعوض الفيل (Toxorhynchites): هو نوع من البعوض العملاق الذي لا يلدغ البشر، لكن يرقاته تتغذى على يرقات البعوض الناقل للفيروس. وقد تم إدخال هذا النوع في مناطق تكاثر البعوض للقضاء على الآفات بشكل طبيعي.
الأسماك آكلة البعوض: تم إطلاق الآلاف من هذه الأسماك في برك المدينة للمساعدة في القضاء على يرقات البعوض.
إجراءات صارمة وعقوبات
بعد اكتشاف أول حالة إصابة بفيروس "شيكونجونيا" في 8 يوليو، فرضت السلطات الصينية إجراءات صارمة للوقاية من انتشاره. وقد تم إجبار المواطنين على تنظيف مصادر المياه الراكدة في منازلهم يوميًا، مع فرض عقوبات صارمة على المخالفين.
عقوبات وغرامات: يتم تغريم السكان الذين لا يتعاونون، وفي الحالات الخطيرة، قد يواجهون تهمًا جنائية بتهمة "عرقلة الوقاية من الأمراض المعدية". وقد أفادت تقارير بقطع الكهرباء عن خمسة منازل على الأقل بسبب عدم تعاونها.
حملات التفتيش: يجوب عمال الخدمات المجتمعية المنازل لتفتيشها والتأكد من خلوها من المياه الراكدة.
الحجر الصحي: يُرسل المصابون إلى "أجنحة الحجر الصحي" في المستشفيات، حيث يتم عزلهم خلف ناموسيات وحواجز لمنع انتشار الفيروس.
هذه الإجراءات الصارمة تُذكّر ببعض جوانب التعامل مع جائحة كوفيد-19، حيث تم تعبئة سكان المدينة التي يبلغ عددها 10 ملايين نسمة في "حملة صحة عامة وطنية".
حول فيروس "شيكونجونيا"
فيروس شيكونجونيا ينتقل عن طريق بعوضة "الزاعجة"، وهي نفس البعوضة التي تنقل حمى الضنك وزيكا. وقد تم اكتشافه لأول مرة في جنوب تنزانيا في خمسينيات القرن الماضي، واشتق اسمه من لغة "كيماكوندي" ويعني "الذي ينحني"، في إشارة إلى الوضعية المؤلمة التي يتخذها المصابون. ويُمكن للبعوض أن يتكاثر في أصغر تجمعات المياه، مما يجعل مكافحته أمرًا صعبًا ويتطلب يقظة شديدة.
Comentarios