عودة تحذيرات ستيفن هوكينج: البحث عن الفضائيين قد يكون بداية نهاية البشرية

تتجدد اليوم تحذيرات عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينج بشأن المخاطر المحتملة للاتصال بكائنات فضائية. فقد حذر هوكينج مراراً وتكراراً من أن إرسال إشارات من الأرض إلى الفضاء قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على البشرية. كان هوكينج يرى أن الكائنات الفضائية، إذا كانت متفوقة علينا تكنولوجياً، قد تتسبب في دمار حضارتنا، تماماً كما حدث مع الأمريكيين الأصليين عند لقائهم بالأوروبيين.

تأتي هذه التحذيرات في وقت حساس، حيث ادعى عالم بارز أن لقاء "عدائياً" محتملاً مع حياة فضائية قد يكون على بعد أشهر قليلة، بحسب تقرير لصحيفة "ديلي ميل". هذا التنبيه يضيف وزناً جديداً لرؤية هوكينج المتشائمة، التي حذر فيها العالم قبل وفاته عام 2018 من أن البحث النشط عن الكائنات الفضائية يمكن أن يؤدي إلى غزو مميت.

كان الأستاذ الراحل يعتقد أن إرسال إشارات نشطة إلى الكون هو خطأ تكتيكي. في عام 2004، قال هوكينج: "تاريخ لقاء الأجناس المتقدمة بأشخاص أكثر بدائية على هذا الكوكب ليس سعيداً، وكانوا من نفس النوع. أعتقد أنه يجب علينا أن نبقى هادئين". وبدلاً من ذلك، دعا هوكينج إلى البحث السلبي عن الحياة الذكية، مثل الاستماع إلى إشارات الراديو، بدلاً من الكشف عن موقعنا.

وقد أعاد فريق دولي من الباحثين مؤخراً دراسة رسالة هوكينج، في إطار ما يُعرف بـ "فخ الذكاء" (Intelligence Trap). هذا المفهوم يشير إلى أن الثقة المفرطة يمكن أن تؤدي إلى قرارات كارثية. في هذه الحالة، قد يلفت الاتصال الناجح بجسم غامض انتباه كائن فضائي ضار قد يسعى لتدمير البشرية.

تكتسب كلمات هوكينج أهمية إضافية بعد أن أشار عالم فيزياء فلكية مرموق في جامعة هارفارد إلى أن الجسم الغريب المعروف باسم 3I/ATLAS، الذي يقترب من الأرض، قد يكون مركبة فضائية معادية. على الرغم من أن بعض الفلكيين صنفوا هذا الجسم على أنه مذنب عملاق، فإن البروفيسور آفي لوب يرى أن مساره غير المعتاد، الذي سيمر بالقرب من كواكب الزهرة والمريخ والمشتري، يشير إلى أنه قد يكون مصطنعاً.

وحذر لوب من أن هذا الجسم والكائنات التي تتحكم به قد يكون لديهما دافعان لزيارة نظامنا الشمسي: إما أن يكونا غير ضارين أو عدائيين. وفي دراسة نشرها في 17 يوليو، كتب لوب: "إذا ثبتت صحة الفرضية، فقد تكون العواقب وخيمة على البشرية، وقد تتطلب اتخاذ تدابير دفاعية (رغم أن هذه التدابير قد تثبت عدم جدواها)". من المتوقع أن يمر الجسم 3I/ATLAS على مسافة 223 مليون ميل من الأرض في 17 ديسمبر، بسرعة تزيد عن 150 ألف ميل في الساعة.

وقد دعمت دراسات أخرى موقف هوكينج. ففي مجلة الفيزياء الطبية الحيوية والهندسة، كتب باحثون في عام 2024 أن "الاتصال المباشر مع الحضارات الفضائية المتقدمة سيؤدي حتمًا إلى استعمار الأرض من قبل الكائنات الفضائية". وأشارت الدراسة إلى أن "فخ الذكاء" يمكن أن يجعل الأفراد الأذكياء عرضة للتحيزات المعرفية مثل الثقة المفرطة، مما يؤدي إلى قرارات خاطئة.

وقبل وفاته بمرض التصلب الجانبي الضموري (ALS)، شدد هوكينج على أن البشر يجب أن يترددوا أيضاً في الرد على أي إشارات يتم إرسالها إلينا. خلال فيلم "الأماكن المفضلة لدى ستيفن هوكينج"، قال: "كنت أتخيل دائمًا أن هناك شخصاً ما هناك ينظر إلى الوراء. مع تقدمي في السن، أصبحت أكثر اقتناعًا من أي وقت مضى بأننا لسنا وحدنا. في يوم من الأيام قد نتلقى إشارة من كوكب مثل Gliese 832c، ولكن يجب أن نكون حذرين من الرد عليها".