كتاب جديد يكشف عمق العلاقة الخاصة بين ترامب وبوتين خلال فترة رئاسته
- Next News
- 9 أكتوبر 2024
- 2 دقيقة قراءة
أصدر الكاتب الأميركي بوب ودورد كتابًا جديدًا تحت إسم "الحرب" يسلط الضوء على العلاقة الخاصة التي نشأت بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال فترة رئاسته.

يكشف الكتاب عن تفاصيل لم تكن معروفة سابقًا حول سلسلة من الاجتماعات والمحادثات غير المعلنة التي جرت بين الزعيمين، والتي تجاوزت البروتوكولات الرسمية والدبلوماسية المعتادة. ويشير الكتاب إلى أن هذه العلاقة كانت أعمق وأكثر تعقيدًا مما بدا للعامة، حيث سعى ترامب إلى إقامة شراكة قوية مع بوتين حتى في ظل التوترات الدبلوماسية المتزايدة بين البلدين.
على الرغم من العداء الظاهر بين الولايات المتحدة وروسيا بسبب القضايا المتعلقة بالتدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأمريكية لعام 2016، كان ترامب يعتقد أن تحسين العلاقة مع روسيا سيفتح الباب لتعاون أكبر في عدة مجالات مثل مكافحة الإرهاب وإيجاد حلول للأزمات العالمية، بما في ذلك الوضع في سوريا وأوكرانيا. وعلى مدار سنوات رئاسته، كان ترامب دائمًا يتحدث عن بوتين بإيجابية ملحوظة، ما أثار حفيظة خصومه السياسيين الذين اعتبروا أن هذا التوجه يهدد مصالح الأمن القومي الأمريكي.
ويكشف الكتاب أيضًا عن طبيعة المكالمات الخاصة التي جرت بين ترامب وبوتين، حيث كانت تلك المحادثات بعيدة عن الإشراف الدبلوماسي الأمريكي التقليدي. وتُظهر التفاصيل أن ترامب كان يحاول تجنب تصعيد التوترات مع روسيا بأي ثمن، وكان يعتبر بوتين شريكًا استراتيجيًا يمكنه أن يساعد في إعادة تشكيل النظام العالمي بطريقة أكثر انسجامًا مع رؤيته السياسية.
ومع أن ترامب حاول توظيف تلك العلاقة لخدمة مصالح الولايات المتحدة، إلا أن الكتاب يكشف أن هذا التقارب أثار الشكوك داخل إدارته، لا سيما بعد أن بدأت التحقيقات بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية. العديد من مستشاريه ومسؤولي إدارته كانوا يرون أن ترامب يعتمد بشكل كبير على بوتين، مما قد يفتح الباب أمام تدخل روسيا في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة.
الكتاب يثير أسئلة مهمة حول تأثير هذه العلاقة على اتخاذ قرارات السياسة الخارجية الأمريكية. على سبيل المثال، لماذا لم يتخذ ترامب موقفًا صارمًا تجاه روسيا فيما يتعلق بالأزمات الدولية؟ وهل كان لتعاطفه مع بوتين تأثير على سياساته تجاه حلفاء الولايات المتحدة التقليديين، مثل الناتو والدول الأوروبية؟
تتضمن إحدى اللحظات الأكثر إثارة في الكتاب وصف الكاتب لاجتماع سري جرى بين ترامب وبوتين على هامش قمة مجموعة العشرين، حيث تم إبعاد المترجمين والدبلوماسيين من القاعة، وهو أمر غير معتاد في هذه النوعية من الاجتماعات. يؤكد الكتاب أن مثل هذه الاجتماعات السرية عززت من الشكوك حول نوايا ترامب الحقيقية ومدى تأثير بوتين عليه.
في النهاية، يُظهر الكتاب أن العلاقة بين ترامب وبوتين لم تكن مجرد علاقة عابرة، بل كانت جزءًا من استراتيجية ترامب لإعادة صياغة السياسات الخارجية الأمريكية بما يتماشى مع رؤيته التي كانت ترى أن تعزيز العلاقة مع روسيا قد يخدم المصالح الأمريكية، على الرغم من أن ذلك قد أدى إلى توتر كبير مع الكونغرس وداخل إدارته. يثير الكتاب تساؤلات حول الدور الذي قد تلعبه هذه العلاقة في المستقبل، وما إذا كانت تلك السياسات ستستمر في التأثير على العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا بعد انتهاء ولاية ترامب.
Comments