موجة نزوح كبرى من السويداء إلى درعا: تحديات إنسانية متصاعدة في جنوب سوريا
- Next News
- 22 يوليو
- 2 دقيقة قراءة
كشف مسؤول حكومي في محافظة درعا عن نزوح أعداد هائلة من الأسر من محافظة السويداء المجاورة، مؤكداً أن أكثر من 3500 أسرة من البدو والدروز قد نزحت من منازلها في السويداء إلى محافظة درعا جنوبي سوريا. هذا النزوح الكثيف يسلط الضوء على الأوضاع الأمنية المتدهورة والتحديات الإنسانية المتزايدة في المنطقة.

في تصريح لوكالة الأناضول، أوضح حسين النصيرات، عضو المكتب التنفيذي للشؤون الاجتماعية والعمل والطوارئ والتعاون الدولي في محافظة درعا، أن عملية النزوح من محافظة السويداء إلى ريف درعا الشرقي لا تزال متواصلة. وأرجع النصيرات هذه الموجة المستمرة من النزوح إلى المخاوف الأمنية المتزايدة التي تدفع السكان إلى البحث عن ملاذ آمن. وقال: "استقبلنا أكثر من 3500 عائلة حتى الآن. ووصلت صباح اليوم أكثر من 200 عائلة مهاجرة جديدة إلى درعا". هذا التدفق الكبير للأسر يشكل ضغطاً هائلاً على الموارد المحدودة في درعا.
ومن بين النازحين الذين وصلوا إلى درعا، بحسب النصيرات، عائلات تنتمي إلى العشائر البدوية وإلى الطائفة الدرزية، بالإضافة إلى أبناء محافظات أخرى كانوا يقيمون في السويداء. هذه التشكيلة المتنوعة من النازحين تعكس اتساع رقعة التأثر بالأوضاع الأمنية. وأشار النصيرات إلى أن غالبية النازحين تم إيواؤهم في 30 مركزاً مؤقتاً، معظمها في مدارس مهجورة تم تجهيزها لاستقبالهم. ولفت إلى أن بعض العائلات اختارت اللجوء إلى أقاربها، بينما اضطرت عائلات أخرى إلى نصب خيام في مناطق مفتوحة حول المدينة، مصطحبين معهم مواشيهم، مما يعكس قسوة الظروف التي يواجهونها.
جهود الإغاثة وتحديات المستقبل
تحدث النصيرات عن جهود الإغاثة الإنسانية المبذولة، مؤكداً أن المجتمع المضيف في درعا كان في طليعة هذه الجهود. وأضاف: "منذ اللحظة الأولى، حشد السكان المحليون جهودهم لتلبية الاحتياجات الأساسية، ثم انضمت المنظمات الإنسانية المحلية والدولية إلى العملية". وأوضح أن المساعدات الإغاثية تستمر بالتنسيق مع لجنة الطوارئ بمحافظة درعا، والدفاع المدني، والهلال الأحمر، وغيرها من منظمات الإغاثة. هذا التعاون يؤكد على أهمية التكاتف بين الجهات الرسمية والمجتمع المدني في مواجهة الأزمات الإنسانية.
توقعات بموجة نزوح جديدة
وفيما يتعلق بالمستقبل، أكد النصيرات أن التوقعات تشير إلى أن المزيد من الأسر قد تضطر إلى مغادرة منازلها في السويداء. وأضاف: "نتوقع نزوح ما لا يقل عن ألفي أسرة أخرى مع فتح الممرات الإنسانية الآمنة، لذا نقوم بإعداد مراكز إيواء جديدة في مناطق مختلفة". هذا الاستعداد المسبق يشير إلى حجم الأزمة المتوقعة.
ولفت النصيرات إلى أن مدة بقاء الأسر النازحة في درعا غير واضحة المعالم، حيث قال: "نأمل أن يعود الأمن والاستقرار إلى السويداء تحت إشراف الدولة، لكن العديد من العائلات فقدت منازلها أو منازلها بحاجة إلى ترميم، لذلك عودة بعض الأسر قد تستغرق وقتاً". هذا الوضع المعقد يفرض تحديات كبيرة على جهود الإغاثة والتأهيل، ويستدعي خططاً طويلة الأمد للتعامل مع تداعيات هذا النزوح.
Comentarios