نتنياهو يضع خطة لغزة: خياران للاحتلال الشامل

في ظل جمود محادثات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، يلوح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصعيد عسكري واسع النطاق في قطاع غزة، متضمناً خطة طموحة للسيطرة الكاملة على القطاع. وبحسب تقرير للقناة 12 الإسرائيلية، فإن نتنياهو يرى أن المفاوضات قد وصلت إلى طريق مسدود، مما يدفعه إلى تبني استراتيجية عسكرية جديدة.

تفاصيل الخطة الإسرائيلية لاحتلال غزة

تتضمن الخطة الإسرائيلية المقترحة لقطاع غزة خيارين رئيسيين، يهدف كلاهما إلى تحقيق السيطرة الشاملة على الأراضي الفلسطينية:

• الخيار الأول: إقامة إدارة عسكرية فورية: يتمثل هذا الخيار في تشكيل إدارة عسكرية إسرائيلية مباشرة في غزة، مما يمنح الجيش صلاحيات كاملة لتنفيذ عمليات ومناورات عسكرية في جميع أنحاء القطاع دون قيود. هذا النهج يمثل احتلالاً عسكرياً مباشراً ومكثفاً.

• الخيار الثاني: تطويق المخيمات الإنسانية: هذا الخيار يعتمد على تطويق عدد من المخيمات الإنسانية الرئيسية، مع ترك مناطق معينة خالية من القتال للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية. وكما أوضح موقع i24NEWS، فإن هذا الخيار قد يجمع بين الاحتلال والتطويق في آن واحد، مما يمنح إسرائيل سيطرة محكمة على المناطق السكنية الرئيسية.

وتشير التقارير إلى أن فكرة الاحتلال الشامل لغزة هي من بنات أفكار نتنياهو نفسه، وليست اقتراحاً من الجيش الإسرائيلي، الذي يفضل خيار "التطويق المرحلي". ورغم أن رئيس الأركان إيال زامير عرض على نتنياهو خيارات لاستكمال الحملة، فإنه لا يزال يعارض الاحتلال الكامل. هذا التباين في الرؤى بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية يضع الجيش في موقف صعب، حيث أشار زامير إلى أنه سينفذ أي قرار سياسي يُتخذ، ولكنه في نفس الوقت يفضل استراتيجية أقل تصعيداً.

تقنيات حماس لكشف تحركات الجيش الإسرائيلي

في سياق متصل، كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن معلومات مثيرة للقلق نقلها رهائن تم الإفراج عنهم. وفقاً للشهادات، تمتلك حركة حماس تقنيات متطورة تمكنها من رصد تحركات قوات الجيش الإسرائيلي في المناطق التي يُحتجز فيها الأسرى.

• وسائل تكنولوجية متنوعة: أفاد الناجون بأن حماس تستخدم وسائل تكنولوجية مثل الكاميرات المزودة بحساسات، أو حتى العبوات الناسفة التي تم تصميمها لتنفجر عند اقتراب القوات الإسرائيلية، مما يعطي الحركة إنذاراً مبكراً. هذا التحذير، الذي تم نقله إلى عائلات الأسرى، يثير مخاوف جديدة بشأن سلامة المحتجزين في حال توسيع العمليات العسكرية.

مفاوضات متعثرة وقرار حاسم

تشير مصادر مقربة من نتنياهو إلى أن قرار الاحتلال الكامل لغزة قد "حُسم"، وأن هناك عمليات عسكرية مرتقبة في المناطق التي يُحتجز فيها الأسرى. وأضافت المصادر أن أي معارضة من قبل رئيس الأركان قد تدفعه إلى الاستقالة. في المقابل، نفت مصادر أخرى لصحيفة "معاريف" أن يكون نتنياهو قد اتخذ قراره النهائي، مشيرة إلى أن المفاوضات لا تزال متوقفة وأن الجانبين يتمسكان بشروطهما، مما يترك الباب مفتوحاً أمام سيناريوهات متعددة.