واشنطن تنسحب من اليونسكو: اتهامات بالتحيز ضد إسرائيل وتأييد فلسطين والصين

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الثلاثاء، انسحابها الرسمي من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، مبررة قرارها باتهامات للمنظمة بـ"التحيز ضد إسرائيل" والترويج لـ"قضايا مثيرة للانقسام". هذا القرار يعكس التوترات المتصاعدة بين واشنطن والمنظمة الدولية، ويأتي بعد سنوات من الانتقادات الأميركية لتوجهات اليونسكو.

وقد صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية بأن "الاستمرار في المشاركة في اليونسكو لا يصب في المصلحة الوطنية للولايات المتحدة"، مما يؤكد على أن القرار اتُخذ بناءً على تقييم داخلي للمصالح الأميركية.

من جانبها، رحبت إسرائيل بالقرار الأميركي. فقد علّق وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، معتبراً أن "هذه خطوة ضرورية، صُممت لتعزيز العدالة، وحق إسرائيل في معاملة عادلة في منظومة الأمم المتحدة، وهو حق لطالما انتُهك بسبب التسييس في هذا المجال". وأضاف ساعر أنه "يجب وضع حد لاستهداف إسرائيل وتسييسها من قبل الدول الأعضاء، في هذه المنظمة وجميع وكالات الأمم المتحدة المهنية"، مشدداً على ضرورة إنهاء ما وصفه بالتحيز ضد إسرائيل في المحافل الدولية.

في المقابل، وصفت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، الانسحاب الأميركي من المنظمة بأنه "مؤسف وإن كان متوقعاً"، مما يشير إلى أن المنظمة كانت على علم مسبق بنوايا واشنطن.

كانت صحيفة "نيويورك بوست" قد أشارت في وقت سابق إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان ينوي الانسحاب من المنظمة بسبب "توجهاتها المعادية لأميركا وإسرائيل". وقد أمر ترامب في شهر فبراير الماضي بإجراء مراجعة لمدة 90 يوماً للوجود الأميركي في اليونسكو، مع التركيز بشكل خاص على التحقيق في أي "مشاعر معادية للسامية أو معادية لإسرائيل داخل المنظمة". ونقلت الصحيفة عن مسؤول في البيت الأبيض أن مراجعة الإدارة الأميركية اعترضت على سياسات اليونسكو المتعلقة بـ"التنوع والمساواة والشمول"، بالإضافة إلى "تحيزها المؤيد للفلسطينيين والصين". هذا يعكس اتساع نطاق اعتراضات واشنطن لتشمل قضايا أوسع من مجرد التحيز ضد إسرائيل.