"أوه كندا!".. تصريح ترامب الناري حول الاعتراف الكندي المرتقب بدولة فلسطين وتداعياته الاقتصادية

في تطور سياسي واقتصادي لافت، أدلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتعليق حاد اليوم الخميس، على إعلان كندا عزمها الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين في شهر سبتمبر من عام 2025. يأتي هذا الإعلان من قبل رئيس الوزراء الكندي مارك كارني الذي صرح بأن بلاده ستتخذ هذه الخطوة خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة القادمة.

وعبر ترامب عن استيائه من هذا القرار الكندي عبر منشور على منصته الاجتماعية "تروث سوشيال" قائلاً: "ياه! أعلنت كندا للتو أنها تدعم إقامة دولة لفلسطين. سيجعل ذلك من الصعب جدا علينا إبرام صفقة تجارية معهم.. أوه كندا!!". هذه الكلمات تحمل في طياتها تحذيراً مبطناً من تأثيرات سلبية محتملة على العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وكندا، لا سيما وأن تعليق ترامب جاء قبل يوم واحد فقط من بدء تطبيق رسوم جمركية أعلى على الدول التي لم توقع اتفاقية تجارية مع الولايات المتحدة.

وفقاً للتفاصيل، ستواجه كندا رسوماً جمركية بنسبة 35% على غالبية السلع التي تصدرها إلى الولايات المتحدة بدءاً من يوم الجمعة، في حال عدم التوصل إلى اتفاق تجاري اليوم الخميس. هذا الأمر يضع ضغطاً اقتصادياً كبيراً على أوتاوا، ويربط بشكل مباشر بين سياستها الخارجية وقضاياها التجارية مع أكبر شريك تجاري لها.

وكان رئيس الوزراء الكندي مارك كارني قد أوضح في بيانه أن قرار بلاده بالاعتراف بدولة فلسطين هو قرار مستقل، ويعتمد على التزام السلطة الفلسطينية بإجراء إصلاحات جوهرية. هذه الإصلاحات تشمل تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإجراء إصلاح جذري في نظام الحكم، وتنظيم انتخابات عامة في عام 2026 مع استبعاد حركة حماس منها، بالإضافة إلى نزع السلاح عن الدولة الفلسطينية المستقبلية.

وأشار كارني إلى أن "تحرك الدول الأخرى كان مهماً" في اتخاذ هذا القرار، مؤكداً أن كندا تتخذ "قرارات السياسة الخارجية باستقلالية، وحينما نرى أن هناك فرصة وإمكانية التأثير.. حل الدولتين كان يتراجع في الفترة الأخيرة". كما وجه رئيس الوزراء الكندي انتقادات حادة في بيانه لتصرفات إسرائيل التي، بحسب قوله، تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، مما يبرز بعداً إنسانياً وأخلاقياً للقرار الكندي.