للمرة الأولى منذ 2008: أميركا تعيد نشر أسلحة نووية في المملكة المتحدة وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية
- Next News
- 22 يوليو
- 2 دقيقة قراءة
كشفت تقارير صحفية حديثة عن خطوة استراتيجية مهمة تقوم بها الولايات المتحدة، حيث أعادت نشر أسلحة نووية على الأراضي البريطانية، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2008. يرى خبراء هذه الخطوة كجزء من تعديل شامل في الاستراتيجية النووية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا، وذلك في أعقاب التداعيات الجيوسياسية للحرب في أوكرانيا.

ووفقًا لصحيفة "التايمز" البريطانية، فقد هبطت طائرة نقل عسكرية أميركية من طراز C-17 يوم الخميس الماضي في قاعدة "آر إيه إف ليكنهيث" (RAF Lakenheath) الواقعة في مقاطعة سوفولك بشرق إنجلترا. وقد جاءت الطائرة من قاعدة كيرتلاند الجوية في نيو مكسيكو، وهي إحدى المواقع الرئيسية لتخزين الأسلحة النووية التابعة للقوات الجوية الأميركية. أشارت التحليلات العسكرية إلى أن هذه الرحلة كانت على الأرجح تحمل رؤوساً نووية، وهو ما يمثل عودة لتواجد الأسلحة النووية الأميركية في المملكة المتحدة بعد سحبها في عام 2008، خلال فترة إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما.
وقد لاحظ مراقبون العديد من المؤشرات التي تدعم هذا الاستنتاج. فقد تم تقييد المجال الجوي فوق قاعدة ليكنهيث خلال هبوط الطائرة، ولم تعد الطائرة فوراً إلى الولايات المتحدة بعد تفريغ حمولتها. هذه التفاصيل تشير بقوة إلى أن الرحلة كانت لـ"نقل دائم" للأسلحة النووية وليست مجرد تمرين عسكري أو مهمة مؤقتة.
ردود الفعل الدولية وتداعيات القرار
لم تمر هذه الأنباء دون رد فعل دولي. فقد علّق المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، على الأنباء قائلاً: "نرى اتجاهاً نحو تصعيد التوتر، نحو التسلح، بما في ذلك التسلح النووي". وأضاف بيسكوف أن "جهاتنا المعنية تتابع التطورات في هذه المنطقة وتعد التدابير اللازمة لضمان أمننا على خلفية ما يحدث"، مما يشير إلى أن روسيا تعتبر هذه الخطوة تهديدًا وتتخذ إجراءات مضادة محتملة.
وكانت صحيفة "التلغراف" البريطانية قد كشفت في وقت سابق عن تفاصيل "مهمة نووية مرتقبة" في ليكنهيث، استنادًا إلى وثائق أميركية غير سرية نُشرت عن طريق الخطأ، مما يؤكد أن هذه الخطوة كانت قيد التخطيط لفترة.
ورفضت كل من وزارتي الدفاع الأميركية والبريطانية التعليق رسميًا على هذه الأنباء، التزامًا بسياساتهما التي تمنع الإفصاح عن مواقع تخزين الأسلحة النووية، وهو إجراء روتيني في مثل هذه الحالات.
تُعد قاعدة ليكنهيث مقراً للجناح القتالي 48 التابع لسلاح الجو الأميركي، والذي يضم أسراباً من مقاتلات F-15E "سترايك إيغل" والطائرات المتطورة من الجيل الخامس F-35A. ومن المتوقع أن تقوم المملكة المتحدة بتجهيز سربها الجديد من طائرات F-35A بذخائر نووية أميركية مخزنة في البلاد. هذا التطور يعزز القدرات النووية لبريطانيا ضمن إطار حلف الناتو.
وفي وثيقة صدرت مؤخرًا، أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن هذه الخطوة "تعيد الدور النووي لسلاح الجو الملكي البريطاني لأول مرة منذ سحب قنابل WE.177 النووية في نهاية الحرب الباردة عام 1998". هذا يؤكد على أن القرار يمثل تحولاً جوهرياً في السياسة الدفاعية البريطانية ويعيد إحياء قدرات نووية لم تكن موجودة لعقود.
Comments