"واشنطن بوست: الصين تنتصر في الحرب التجارية التي أشعلها ترامب، وسياساته تخدم بكين

في تحليل مثير للجدل نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، يرى المحلل والخبير ماكس بوت أن الصين تحقق الانتصار في الحرب التجارية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مطلع هذا العام. وفقًا لمقال بوت، فإن الأدلة على هذا الانتصار "لا تقبل الجدل"، وتتجلى بوضوح في المؤشرات الاقتصادية.

يشير بوت إلى أن الاقتصاد الصيني حقق نموًا بنسبة 5.3% في النصف الأول من العام، وهو ما يتفوق بشكل كبير على نسبة النمو الأمريكية التي لم تتجاوز 1.25% خلال نفس الفترة. ويؤكد بوت بأسف أن "الصين - الديكتاتورية المناهضة لأمريكا بلا رحمة - هي المنتصرة" في هذه المواجهة.

ويذهب بوت إلى أبعد من ذلك، معتبرًا أن ترامب لا يكتفي بإشعال حرب تجارية خاسرة، بل يساهم بشكل مباشر في تعزيز مكانة الصين من خلال سياساته. ويذكر الكاتب أن تقليصات ترامب في مجالات حيوية مثل الدبلوماسية، والمساعدات الخارجية، والاستثمار في الأبحاث العلمية، تعمل لصالح بكين.

من الأمثلة التي يقدمها بوت على ذلك هو قرار إغلاق إذاعة "صوت أمريكا" الذي وصفه بأنه "هدية أخرى لبكين". ويشير إلى أن وسائل الإعلام الصينية الحكومية استغلت هذا الفراغ بسرعة، وتوسعت لتملأ مساحات إعلامية من إندونيسيا إلى نيجيريا. كما أن انسحاب ترامب من منظمات دولية هامة مثل منظمة الصحة العالمية واليونسكو، فتح الباب على مصراعيه أمام الصين لتعزيز نفوذها في هذه المؤسسات العالمية.

ويضيف بوت أن التفوق الصيني ليس مقتصرًا على الجانب الاقتصادي فقط، بل يمتد إلى معظم التقنيات المتقدمة. ويذكر أن الصين "تتفوق بالفعل على الولايات المتحدة في تقنيات مثل البطاريات، والألواح الشمسية، والمركبات الكهربائية، والطائرات المسيرة، وأنظمة الاتصالات الضوئية المتطورة، وتعلم الآلة، والحوسبة الفائقة الأداء".

وفي ختام مقاله، يخلص ماكس بوت إلى أن سياسات ترامب المتشددة، من رفع الرسوم الجمركية إلى تقليص الميزانية وتقييد الهجرة، "تضعف أمريكا وتعزز عن غير قصد موقع خصمها الرئيسي". يذكر أن الحرب التجارية بدأت بفرض ترامب رسومًا بنسبة 10% على الواردات الصينية في فبراير، ثم رفعها إلى 20% في مارس.