top of page

نداء المطران عطا الله حنا: صرخة من القدس للضمير العالمي

في قلب مدينة القدس، تلك المدينة التي تحمل بين جدرانها تاريخًا لا يمكن تجاهله، وتظل رمزًا للسلام والأمل رغم أوجاع الحروب، انطلق صوت سيادة المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، محمّلًا بأسمى رسائل الإنسانية والإيمان.

نداء المطران عطا الله حنا: صرخة من القدس للضمير العالمي

نداء المطران لم يكن مجرد دعوة تقليدية للصلاة أو الموعظة، بل كان صرخة مدوية من أجل إيقاف عجلة الموت والحرب التي تفتك بالشعوب المظلومة في فلسطين ولبنان وسوريا.


دعوة للكنائس من مهد المسيحية

أطلق المطران عطا الله نداءه إلى جميع الكنائس والمرجعيات الروحية المسيحية في العالم، داعيًا إلى توحيد الأصوات والصلاة من أجل فلسطين التي تنزف منذ أكثر من عام، ومن أجل لبنان الذي يعاني من جديد تحت وطأة النزاعات. في ندائه، ربط المطران بين القيم المسيحية والمبادئ الإنجيلية السامية، معتبرًا أن الكنائس جميعها مسؤولة أخلاقياً وروحياً في هذه اللحظة الحرجة. فهذه ليست حربًا سياسية فحسب، بل هي صراع من أجل العدالة الإنسانية، والضحايا هنا ليسوا مجرد أرقام في تقارير إخبارية، بل هم أطفال، وشيوخ، وأبرياء حرموا من حقهم في الحياة الكريمة.


الصوت المسيحي في زمن الحرب

تحدث المطران بعفوية وجرأة عن ضرورة أن يرتفع الصوت المسيحي في العالم ليطالب بوقف الكارثة التي تتجسد في غزة ولبنان وسوريا. "صلوا من أجلنا" يقول المطران، ولكن صلواتكم يجب أن تقترن بمواقف جريئة وواضحة. فلا مكان هنا للدبلوماسية المنمقة أو التردد. إنها لحظة الصدق والمواجهة المباشرة مع الحقائق المؤلمة التي تعيشها هذه الشعوب.

الحرب على غزة، كما وصفها المطران، هي الأشد همجية وقسوة من بين الحروب التي تعرض لها الشعب الفلسطيني. هذه الحرب ليست فقط اعتداء عسكرياً، بل هي جزء من تآمر واسع على القضية الفلسطينية بأبعادها التاريخية والإنسانية. "لماذا يحرم الفلسطينيون من حقهم المشروع في العيش بحرية في أرضهم؟" تساؤل يطرحه المطران لكنه يبقى دون إجابة من العالم الذي يكتفي بالمشاهدة دون اتخاذ خطوات حاسمة.


الكنيسة في مواجهة الظلم

تاريخ المسيحية في فلسطين طويل وعريق، وفلسطين هي مهد المسيحية، حيث ولدت الرسالة التي نادت بالمحبة والتسامح والسلام. واليوم، يقف المطران عطا الله حنا ليدافع عن هذا التراث المسيحي الأصيل، ليس بالدعوة للعنف أو الانتقام، بل بالدعوة إلى العدالة والكرامة. فهو يرى أن الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن المسيحية في مهدها وعن حق كل إنسان في العيش بكرامة.

من هنا تأتي أهمية نداء المطران الذي يتجاوز الحدود الجغرافية ليتحدث إلى الضمير المسيحي العالمي. إنه دعوة لكل المؤمنين بالقيم الإنسانية للوقوف مع المظلومين، وخاصة الأطفال الذين يعانون من ويلات الحرب. هؤلاء الأطفال لا يعرفون معنى السياسة أو الصراع، لكنهم يدفعون الثمن الأكبر لهذه المأساة.


التحرك الآن وليس غداً

في ختام ندائه، شدد المطران عطا الله حنا على أن الوقت قد حان للتخلي عن اللغة الدبلوماسية المنمقة التي لا تفعل سوى تأخير الحلول. يجب أن تكون هناك مواقف واضحة وجريئة تطالب بإنهاء العدوان وتحقيق العدالة في أرض غيبت عنها منذ زمن طويل. هذه ليست مسألة دينية فقط، بل هي نداء للضمير الإنساني في كل مكان.


الختام:

إن نداء المطران عطا الله حنا هو صرخة إنسانية نابعة من قلب يعاني من الظلم، وهو يذكرنا بأننا جميعًا شركاء في هذه المعاناة إن لم نتحرك. إنه نداء لا يمكن تجاهله أو تأجيله، بل يجب أن يكون دافعًا للتحرك الفوري من أجل وقف هذه الحروب وتحقيق العدالة والسلام. فالعدل هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط وفي العالم بأسره.

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page